العنصرية في الملاعب الأوروبيةتاريخ من الفضائح والإساءات المتكررة
2025-10-15 05:42:20
تشهد الملاعب الأوروبية استمراراً مقلقاً لحوادث العنصرية التي تطال لاعبين من خلفيات عرقية ودينية مختلفة، حيث تكشف وقائع متتالية عن عمق هذه المشكلة التي تهدد الروح الرياضية والقيم الإنسانية.
في إسبانيا، أصبحت العنصرية ظاهرة مزمنة كما يتجلى في التكرار المقلق للإساءات ضد اللاعب البرازيلي فينيسيوس جونيور، الذي وصف الدوري الإسباني بأنه “عنصري”. ولم تكن هذه الحادثة سوى حلقة في سلسلة طويلة من الفضائح، بدءاً من حادثة “موزة العنصرية” ضد داني ألفيس عام 2014، ومروراً بمعاناة صامويل إيتو السابق، ووصولاً إلى الهتافات العنصرية ضد اللاعب الغاني وليامز.
أما في فرنسا، فقد اتخذت العنصرية أشكالاً مؤسفة تستهدف بشكل خاص اللاعبين من أصول عربية وإفريقية، حيث تواجه الأقلية المسلمة تمييزاً واضحاً. وتظهر الوقائع أن المشكلة ليست مقتصرة على الجمهور، بل تمتد إلى داخل المؤسسات الرياضية نفسها، كما في التصريحات العنصرية للمدرب غالتييه.
وفي إيطاليا، لم يسلم أي لاعب من أصول إفريقية من الإهانات، حيث تعرض ماريو بالوتيلي -أول لاعب أسود في المنتخب الإيطالي- لموجات متكررة من العنصرية، كما استهدف الجمهور العنصري لاعبي إنتر ميلان بلوكاكو وأوسيمن وكوليبالي بأنواع مختلفة من الإساءات.
أما في ألمانيا، فدفعت العنصرية اللاعب مسعود أوزيل إلى اعتزال اللعب دولياً مع المنتخب عام 2018، فيما كشف لاعب كوري جنوبي عن معاناته من عنصرية الجمهور خلال لعبه في الدوري الألماني.
ويشير الخبراء إلى أن غياب العقوبات الرادعة يشكل عاملاً محفزاً لاستمرار هذه الظاهرة، حيث يرى الخبير وجدي بوصرصار أن الدوري الإنجليزي أصبح أقل بطولات أوروبا عنصرية بسبب تطبيقه عقوبات صارمة.
من جهة أخرى، يربط الأكاديميون بين صعود اليمين المتطرف في أوروبا وانتشار العنصرية في الملاعب، حيث يؤكد البروفيسور جمال نصار أن “العنصرية في الملاعب الأوروبية نتيجة طبيعية لصعود اليمين المتطرف في المجال السياسي”.
تبقى كرة القدم مرآة تعكس تحولات المجتمعات الأوروبية وتحدياتها في التعامل مع التنوع الثقافي والديني، حيث تستمر المعاناة الإنسانية للاعبين يتعرضون للتمييز بسبب لون بشرتهم أو معتقداتهم الدينية، في ظل غياب إرادة حقيقية لمواجهة هذه الآفة التي تهدد القيم الأساسية للرياضة.